مجلس الشورى عام 1346هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا إله إلا إياه نحمده ونصلي على أفضل خلقه المبعوث إلى الناس رحمة وهدى ونسلم على نبيه وصحبه أجمعين، وبعد:فإنني أحييكم ياحضرات الأعضاء وأهنئكم على الثقة التي وثقها فيكم أبناء بلدكم بانتخابكم أعضاء لمجلس الشورى الذي هو أساس من الأسس التي تقوم عليها الحكومات الشرعية المؤسسة على الشورى الوارد فيها قوله تعالى:( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ).

إنني مغتبط بأن أراكم في هذا المجلس الجديد عاملين مع الحكومة في إصلاح حال البلاد، وعمرانها، وإقامة حدود الشريعة، وصياغتها. إن الله تعالى جعل في أعناقنا أمانة، نرى أنفسنا محتاجين في حمل عبئها إلى معونة أهل الفضل والحمية، وهذا ما دعانا إلى أن نفوض زعماء البلد بانتخابكم، فأولوكم ثقتهم، وجعلوكم نائبين عنهم، وقد رفعنا المسئولية عن أنفسنا، ووضعنها في أعناقكم. فالله أسأل أن يوفقكم لما فيه خير العباد والبلاد.

وسترون في أثناء قيامكم بوظائفكم أن الحكومة جادة في إدخال كثير من الإصلاحات، والأعمال النافعة.

ومما لا شك فيه، أنكم رأيتم فاتحت ذلك بتشكيلنا لجنة التفتيش والإصلاح، التي وكلّنا إليها تفتيش دوائر الحكومة، ودرس الاقتراحات المتنوعة لإصلاحها، وقد أنجزت هذه اللجنة بعض الأعمال، ومازال أمامها عمل شاق، نسأل الله أن يوفقها إلى إتمامه.

وستعرض عليكم في مجلسكم مشاريع وموضوعات عدة لدوائر الحكومة لتدققوها وتوافقوا عليها، وستعرض عليكم كذلك مشاريع خاصة بحفر الآبار الارتوازية في البلاد لأن المياه من أهم ما نحتاج إليه، وهنالك مشاريع أخرى خاصة بتعبيد الطريق بين جدة، ومكة، وتوسيع بعض الشوارع في مكة، وإصلاح إدارة البريد والبرق التي استكملت معداتها للسير على موجب الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمعاملات البريدية، لاسيما بعد أن أنظمت المملكة إلى الاتحاد البريدي الدولي.

ومما ستعنى به الحكومة كذلك هو إصلاح شؤون المعارف وتوحيد نظام التعليم في البلاد ونشره على قدر الحاجة في المدن والقرى وبين القبائل، وستصرف العناية أيضاً إلى إصلاح الحالة الصحية في البلاد، واتخاذ الأسباب لتأمين راحة حجاج بيت الله الحرام، وإصلاح أنظمة المطوفين.

وأخيراً فإنني أعلن افتتاح مجلسكم هذا ضارعاً إلى الله أن يكلل أعمالنا بالنجاح.

والسلام عليكم".