رئيس مجلس الشورى: الملك سلمان بن عبدالعزيز .. حزم وشجاعة في اتخاذ القرار


3 ربيع الثاني 1438هـ الموافق 1 يناير 2017 م

تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام ذكرى عزيزة وغالية على كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض المباركة، ففي الثالث من شهر ربيع الآخر من العام 1436هـ انعقدت البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله-، بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله -، في سلاسة لانتقال الحكم يقل نظيرها في البلدان الأخرى.* لقد تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وهو الخبير بالمملكة العربية السعودية الأرض والإنسان، ويدرك ما تعنيه المملكة لما يزيد عن مليار ونصف مسلم, كما يدرك – حفظه الله – أن المملكة العربية السعودية ذات مكانة كبيرة وتأثير اقتصادي قوي على المستوى العالمي ترسخ ذلك بوجودها في مجموعة العشرين التي باتت حالياً عصباً لحركة المال ونمو الاقتصاد، ويدرك خادم الحرمين الشريفين الثقل السياسي الكبير الذي ترسخ خلال عهود مضت للمملكة وتأكد في عهده نظراً للأحداث الإقليمية والدولية الجسيمة.* فالملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله – أنه ابن هذه المملكة العالم بتاريخها، الخابر برجالها وقبائلها، المدرك أن قيام المملكة كان على أيدي رجال مخلصين أورثوا أبناءهم وأحفادهم حب هذه الأرض، حقق بلمساته الإنسانية وحضوره الاجتماعي بين عوائل المملكة وأسرها شعبية واسعة أكسبته ثقة الشعب السعودي بأسره.* إن الأفعال هي التي تتحدث عوضًا عن الأقوال، ولذا ثمة سر للتفرد الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - وللشعبية التي يحظى بها، فهيبة الحاكم وحزم المسؤول وتواضع الإنسان وعطف الأب معادلة امتزجت في شخصه – أيده الله -.* هذه الأسس العميقة التي تجذرت في شخصية خادم الحرمين الشريفين نلحظها جلياً في عزمه على تعزيز التنمية وتطويرها, وفي حزمه وشجاعته في اتخاذ القرارات التي جعلت العالم ينظر له – أيده الله – نظرة احترام ومهابة. إننا نتطلع إلى رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020 بعين الثقة فيما تتضمنه من ركائز، حيث حرص الملك المفدى على التوجيه والدعم والرعاية لمختلف مؤسسات الدولة، لأن الملك سلمان بن عبدالعزيز بحكمته – حفظه الله- ودرايته بشؤون المملكة وشعبها على مر السنين التي عاصر فيها التنمية في المملكة رأى أن الوقت والمرحلة يستلزمان الخطط والرؤى طموحة التي تستنهض همم أبناء الوطن، وتواكب تأهيلهم العلمي الذي رعته الدولة وسخرت له إمكانياتها. لقد اختطت رؤية المملكة 2030 نهجاً واضحاً للنهوض بجميع مقومات التنمية الشاملة, وفي مقدمتها الاقتصاد الوطني, حيث هدفت الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل للتخفيف من الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للدولة, وتعزيز الاستثمارات بإنشاء صندوق سيادي هو الأضخم على مستوى العالم, واعتماد برنامج التوازن المالي الذي أعلن عنه مؤخرًا.* وعلى الرغم من تدني أسعار النفط وتباطئها إلا أن المملكة العربية السعودية وببعد نظر قائد مسيرتها الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله - حافظت على مكانتها الاقتصادية؛ وعملت على تخفيف آثار هذا الانخفاض الحاد والتقليل من انعكاسه على المواطن بخطوات متزنة تحمل بعد نظر، وتطلع لمستقبل أفضل بعيداً عن تقلبات أسعار النفط، حيث يحرص – يحفظه الله- على تجنيب المواطنين واقتصاد المملكة بشكل عام آثار تقلب السوق النفطية العالمية, والعوامل المتغيرة فيه سواء كانت اقتصادية أو سياسية.* لقد كان للوقفة الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين في مساندة الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة, ونصرة الشعب اليمني, وتكوين تحالف عربي وإطلاق عاصفة الحزم تأثير عظيم لم يكن آنياً فقط ومحدداً بحماية الشعب اليمني الشقيق من مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع ومن خلفهم من قوى إقليمية، وإنما امتد تأثيره على المنطقة وحولت أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية التي عززت مكانتها كدولة محبة للسلام, وتعمر الأرض بالأمن مهما كلف الأمر من تضحيات.* هذه الوقفة مع اليمن الشقيق سياسياً وأمنياً وإنسانياً لم تنسي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – مواصلة جهوده الخيرة لوقف العدوان المتواصل على الشعب السوري الذي بات اليوم هدفًا لقوى إقليمية تآمرت عليه من أجل دعم نظام فقد شرعيته وأهليته في سوريا.* لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يده على الجرح في كلمته أمام القمة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت مؤخراً في مملكة البحرين عندما بيَّن أن ما تعيشه بعض بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة. هذا البيان الواضح من قائد مثل الملك سلمان يشخص حالة الأمة العربية والإسلامية التي تحيط بها وبمقدرات شعوبها المطامع والأخطار.* لقد سعى الإرهابيون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في معقل من أهم معاقل الإسلام وفي أطهر البقاع وجوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولك بفضل الله تعالى ثم بيقظة الأجهزة الأمنية وشجاعة منسوبيها، لن يحقق المجرمون مقاصدهم وأهدافهم، فالمملكة كما أكد خادم الحرمين الشريفين في خطابه أمام مجلس الشورى سوف تتصدى وبكل حزم للإرهاب وأخطاره، ولن تتساهل في تطبيق الأنظمة على كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات بلادنا الغالية. وأسأل المولى العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ذخراً للإسلام والمسلمين, ويمده بعونه وتوفيقه في حمل مسؤولية قيادة بلاد الحرمين الشريفين, ويشد أزره بسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز, وبسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله -, كما أسأل المولى جل في علاه أن يحفظ هذه البلاد وشعبها, وأن يديم عليها أمنها واستقرارها.* رئيس مجلس الشورى * د. عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ