مجلس الشورى عام 1351هـ

"بسم الله الرحمن الرحيم

إني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي وأسلم على خير خلقه وصفوة أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم وأستفتح بالذي هو خير:

أما بعد فتفتتح باسم الله هذه الدورة الجديدة لمجلس الشورى راجين من الله العون والتوفيق لسائر اعضائه في الأقوال والأفعال.

لقد مضت الدورات السابقة من دورات هذا المجلس كان فيها المجلس ولله الحمد موفقاً مسدداً في أعماله وقد جنت الحكومة والبلاد من ثمار سعيه ما حُمد عليه، ولقد امتازت كل دورة من الدورات السابقة بمزيات خاصة بنسبة الحاجة التي كانت تتطلبها البلاد في أنظمتها وحياتها الإدارية، وتمتاز الدورة التي نفتتحها هذه عن سابقاتها بما سيوكل للمجلس من أعمال وأمور جديدة.

إن دورة المجلس تمتاز بقيامه في أيام أزمة اقتصادية عالمية يتحتم عليه النظر في كل ما يؤدي اقتصاراً في النفقات بقدر الإمكان في كل مشروع يعرض عليه. كما أننا رأينا أن يزاد على أعمال المجلس في دورته الحالية بأن يوكل ولو للجنة خاصة منه العناية بشأن الحج والحجاج . لأن السعي لخدمة مصالح الحجاج في هذه البلاد المقدسة من أسباب القرب إلى الله إن شاء الله تعالى، ومن الواجب لمصلحة هذه البلاد العناية بهم والسهر على راحتهم.

إن الصلاحيات التي منحت للمجلس من قبلنا فيما سبق هي الصلاحيات التي تعطى للمجلس في دورته المقبله، وقد أمرنا بإحالة بعض الأمور من جديد إلى المجلس، وستحال إليه في وقتها.

وإننا نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه مرضاة وجهه، وأن يأخذ بيدنا لما يعز الإسلام والمسلمين، وما يكون فيه صلاح، وإصلاح لهذه البلاد المقدسة إنه على كل شيء قدير.

وصلى الله على محمد وآله وأصحابه الغر الميامين".

ثم ألقى سكرتير المجلس أحمد الغزاوي، وأحد أعضائه الخطاب التالي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

"نحييكم بتحية الإسلام ونتخذ من هذه الفرصة السعيدة التي أتيحت لهذا المجلس شرفاً خالداً بما تلقاه من عبارات الامتنان الملكي التي تفضلتم جلالتكم بها على أثر رفعه جداول أعمال الدورة السابقة من سنة 1349هـ إلى غاية 1350هـ، وبما تهيأ له من فخر هذه الزيارة الملكية العالية".

إن المجلس في دورته الجديدة سيبذل بحول الله تعالى وقوته جهوداً مخلصة متوالية بالنسبة للظروف الاستثنائية الحاضرة التي يجب أن تراعى فيها الأحوال العامة في جميع أقطار العالم والخاصة في ديارنا المقدسة، وسيحرص على أن يكون ما ناله من ثقة وتوجيهات صاحب الجلالة الملك المعظم – حفظه الله – باختيار أشخاصه على اعتبار المعهود فيهم تجاه بلادهم، وأهل وطنهم، وحكومتهم، وعرشكم المفدى واقعاً بالاستحقاق الفعلي، والجهد المتواصل. وسيكون التعبير على هذه الثقة الغالية صامتاً بالعمل أكثر منه منمقاً في كلمات مرصوفة، ومادام جلالتكم مصدر تأييده ومرجع تعضيده فهو مطمئن أنه نافذ القول في الصواب وبالله التوفيق.

وباسم الشعب عموماً نسأل الله تعالى أن يحفظ صاحب الجلالة نبراساً نستضئ به في كل سبيل إلى التقدم دنيا وأخرى، وأن يأخذ بأيدي أنجاله ورجالة المخلصين إلى سعادة الدارين، وعلى الله الاتكال وهو حسبنا ونعم الوكيل".