الدورة الأولى السنة الثالثة 1416هـ - 1417هـ

خطاب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خير المرسلين...

أيها الأخوة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:

يسرني أن أحمل إليكم في هذه المناسبة الجليلة سلام أخي خادم الحرمين الشريفين وتمنياته الطيبة لمجلسكم هذا. وأبشركم أن صحته ولله الحمد في تقدم مستمر.

أيها الأخوة..

قبل أن آتي إلى هنا، استحضرت خطابات أخي خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في هذا المجلس الموقر، فإذا هي قد استوفت سياستنا الداخلية، والخارجية، وعلاقتنا العربية، والإسلامية، والدولية، وكذا فضائل الشورى في الإسلام، مروراً بشيء من تاريخ هذه الدولة الحديثة، ومؤسسها والد الجميع الملك عبدالعزيز – رحمه الله -. مما آمل معه أن نتذكر هذه الخطب في مقامنا هذا وأن نعمل بها. وإني استمد كلمتي هذه من روح تلك الخطب في مقامنا هذا وأن نعمل بها. وإني استمد كلمتي هذه من روح تلك الخطب الكريمة، وأهداف هذا المجلس الموقر، وشرعيته، وتتسع في ذهني فعالياته. مما يجعلنا أيها الأخوة في أشد الحاجة إلى الكلمة المخلصة، أملاً أن تقولوها لأنها أمانتكم ومسئوليتكم، فهي التي حققت في عهود كثيرة من تاريخ المسلمين العدالة الاجتماعية بين أجناس مختلفة من البشر. فنحن ولله الحمد مكرمون بعقيدة إسلامية سمحة، أكرمت الإنسان بتشريع عادل، وقادر على حل مشاكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وإذا كنا اليوم أيها الأخوة نتطلع إلى أن يرانا الآخرون من خلال هذا المفهوم الإنساني لرسالة الإسلام، فما علينا إلا أن نقي هذه الرسالة العظيمة من الأخطاء والمفاهيم التي لا ترقى إلى حكمتها وعدالتها، فهي رسالة سامية وتشريع إلهي عادل.

أيها الأخوة:

بهذه المناسبة أقول: ما أكثر ما أثيرت التساؤلات عند قيام هذا المجلس، وما أكثر ما قيل عنه، ولكن ردنا على كل متسائل ينشد الحقيقة هو أن الشورى في الإسلام لا تعطى إلا لمن تتوافر فيه الأمانة في القول والعمل والرأي والبصيرة وقول الحق، هذا ما نفهمه ونريده وقاية وأمناً من الزلل والخطأ، في عصر التحولات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والإعلامية. كما نقول لكم أيها الأخوة وكل مواطن، لا مجال للتردد في النصيحة والمشورة، نقول ذلك ونلتزم به خدمة لله، ولدينه ثم للوطن والمواطنين، مخلصين لهذه الخدمة إن شاء الله، وكما قال أخي خادم الحرمين الشريفين: الأبواب مفتوحة، والقلوب والعقول واعية إن شاء الله، للمواطنين وذوي الحاجات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

كلمة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ/ محمد بن ابراهيم بن جبير ونصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني.

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

أصحاب السمو الأمراء.

أصحاب الفضيلة العلماء.

أصحاب المعالي الوزراء.

أيها الضيوف الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله الذي أكرم بلادنا المملكة العربية السعودية بالالتزام بالإسلام دستوراً وعملاً. ومنّ عليها بسبب ذلك بالأمن والاستقرار والرخاء. ووفق ولاة أمرها للأخذ بمبدأ الشورى، والاستمرار عليه، منهجاً وتطبيقاً. وذلك لأنه أحد أركان الحكم في الإسلام الذي قامت بلادنا منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.

ونصلي ونسلم على خير من أشار واستشار، وأنار الطريق للبشرية جمعاء، الذي تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

صاحب السمو الملكي:

إنها لبشرى سارة ومبهجة لنا في مجلس الشورى أعضاءً، ومنسوبين، ولجميع من تضمهم هذه القاعة، وللمواطنين كافة. ما سمعناه منكم عن صحة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، وأنها في تقدم مستمر، فالشكر لله على ما أنعم به على خادم الحرمين الشريفين من الصحة والعافية.

وإننا إذ نشكر سموكم الكريم على هذه البشرى، نسأل الله أن يكلأ خادم الحرمين الشريفين بعنايته إنه جواد كريم.

صاحب السمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني:

التزاماً بما نص عليه نظام مجلس الشورى، تتفضلون اليوم نيابة عن أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله من كل مكروه، وألبسه ثوب الصحة والعافية، برعاية هذا اللقاء السنوي مع أعضاء مجلس الشورى، وضيوفه.

وهي مناسبة نتطلع إليها في كل عام، لتلقي التوجيه السديد، والرأي القويم. كما يترقبها المواطنون بالشوق نفسه، للتعرف على منجزات بلادهم والإطلاع على فكر قيادتهم، والاستماع إلى مواقف الحكومة، وسياستها الداخلية، والخارجية.

يا صاحب السمو:

أيها الأخوة الضيوف.

لقد تابع المواطنون، وتابع المجلس في هذا العام حرص خادم الحرمين الشريفين على تحديث الإدارة المدنية، وإتاحة الفرصة لمزيد من الكفاءات للإسهام في خدمة الوطن، وذلك في إطار سياسة طموحة، ومتواصلة لتطوير كافة نواحي الأداء الإداري، والقضاء على الروتين المعوق، وتسهيل أمور المواطنين، وقضاء حوائجهم، وإنجاز معاملاتهم.

كما تابع المجلس بكل اهتمام حرص الحكومة الرشيدة على تسوية خلافات الحدود مع الجيران، أو بينهم، والجهود الكبيرة المبذولة لتخفيف المحن، والكوارث، وآثار العدوان على المسلمين كافة، والعمل على جمع كلمتهم، مع توجيه دفة السفينة بأمان في بحر متلاطم من الفتن، والأحداث المحيطة.

كما يقدر المجلس الإجراءات السديدة التي تتخذها الدولة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية التي لا زالت المنطقة تعاني منها نتيجة إسهامها في تحرير الكويت، وبسبب التقلبات الاقتصادية العالمية، وذلك بأقل قدر ممكن من المعاناة للمواطنين.

صاحب السمو...

أيها الأخوة:

لقد تميز المجلس في العام الذي انقضى بالكثير من الانتظام والوضوح بعد أن استكمل كافة تنظيماته الداخلية، وتشكيلاته الإدارية.

فقد عقد المجلس في عامه الثاني (41) جلسة، نظر خلالها في (57) موضوعاً، وأصدر (42) قراراً، وعقدت هيئته العامة (22) اجتماعاً، درست خلالها (80) موضوعاً.

ووفق التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، فلقد أوثق المجلس خلال هذا العام علاقاته مع عدد من المجالس المماثلة خارج المملكة، ومع برلمانات بعض الدول، لشرح التجربة السعودية المتميزة في مجال الشورى، وإلقاء الضوء على ملامحها المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء بصفة هذه التجربة إحدى معالم النهضة الحديثة، والشاملة في المملكة، وهي تجربة نفخر بإرسائها وترسيخها.

يا صاحب السمو:

إن هذا المجلس فخور بما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بالغ بمسيرته، كان – بعد توفيق الله – أحد أسباب فعاليته وسداده واكتمال بنيته في هذا العهد الميمون.

فبالنيابة عن المجلس، وأعضائه، وكافة منسوبيه، أرحب بكم، وأشكر رعايتكم لهذا اللقاء، وتوجيهاتكم السديدة.

ونتطلع بإذن الله إلى عام جديد للمجلس، نواصل فيه مسيرة الخير على درب العدل والشورى، وتطبيق الشريعة وفق هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وانتهز هذه المناسبة لأشكر كافة إخواني وزملائي أعضاء المجلس، ومنسوبيه وأمانته العامة لإسهاماتهم الإيجابية في قيام المجلس بواجباته على الوجه الأفضل، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".